كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
فسمعه أبوه، فردتى له، وقال له: راجعها يا بنى، فراجعها، وأعطاها
حديقة، على ألا تتزوج بعده. فأقامت عنده حتى قتل عنها يوم الطائف، أصابه
سهم من أبى محجن فقتله، فجزعت عليه جزعا شديدا، وقالت فى رثائه:
فلله عينا من رأى مثله فتى أكر وأحمى فى الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فاليت لا تنفك عينى حزينة عليك ولا ينفك جلدى أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكعة وما طرد الليل الصباح المنورا
وجاء فى رواية بدل البيتين الأولين:
فتى طول عمرى ما أرى مثله فتى أكر وأحمى فى الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا
ثم تزوجها زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب، ولما 1 مششهد باليمامة
تزوجها عمر، وقيل: إن زيدا لم يخزوجها، ولكن عمر هو الذى تزوجها بعد
عبدالرحمن. وكان زواجه بها فى أيام خلافته، ولما خطبها قالت له: كيف
الخلاص من وعد ابن أبى بكر وحديقته؟ فاستفتت على بن أبى صاإ لب، فأفتى برد
الحديقة إلى أهله لتتزوج. ولما تزوجها عمر دعا الناس إلى وليمة، وكان ذلك فى
السنة الثانية عشرة للهجرة، فأتوه. فلما فرغ عمر من الطعام وخرج الناس قال له
على بن أبى طالب: يا أمير المؤمنين أتأذن لى فى كلام عاتكة، حتى أهنيها، ا
وأدعوءلها بالبركة. فذكر عمر ذلك لعاتكة، فقالت: إن أبا الحسن فيه مزاح، فأذن
له يا أمير المؤمنين، فأذن له، فرفع جانب من ايخدر، فنظر إليها، فإذا ما بدا من
جسمها، وهو البراجم، مضمخ بالخلودتى. فقال لها: يا عاتكة، أو: يا غدثة
نفسها، ألست القائلة:
فاليت لا تنفك عينى حزينة عليك ولا ينفك جلدى أغبرا؟
فقال عمر: كل الناس يفعلن ذلك.
377