كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
أخرج البيهقى فى سننه والطبرانى والدارقطنى بإسناد صحيح أحدهما عن
سويد بن عقلة، قال: كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن على بن أبى طالب
رضى الله عنه، فلما مات قالت له: لتفنك الإمارة أو الخلافة. فقال الحسن: يقتل
على وتظهرين الضماتة؟ اذهبى فأنت طالق ثلاثة. قال: فتلفعت نساجها،
واعتدت حتى انقضت عدتها، وبعث إليها بعشرة اصلاف متعة، وبقية بقيت لها
من صداقها، فقالت: متاع قليل من حبيب مافارق. فلما بلغه قولها بكى، وقال:
لولا أنى سمعت جدى، أو حدثنى أبى أنه سمع من جدى عليه الصلاة والسلام
" أيما رجل طلق امرأته ثلاثا مبهمة، أو ثلاثا عند الإقراء لم تحل له حتى تنكح
زوجا غيره " لراجعتها. وفى الرواية الأ خرى بلفظ: أو طلقها ثلاثا جميعا لم تحل
له. . (1) وقد أشير إلى خبرها من قبل.
3 - الوليد بن يزيد يطلق سئعدى:
لما طلق الوليد زوجته لسعدى، ثم تزوجت اشتد ذلك عليه، وندم ندما
شديدا على ما كان منه. فدخل عليه أشعب، فقال له: هل لك أن تبلغ سعدى
عنى رسالة، ولك عشرة الاف درهم؟ قال: أقبضئنيها. فأمر له بها، فلما قبضها
قال له: هات رسالتك، قال أنشذها:
أسئعدى هل إليك لنا سبيل ولا حتى القيامة من تلاق؟
بلى، ولعل دهرا أن يؤاتى بموت من خليلك أو فراق
فأتاها أشعب، فاستأذن عليها، فلما دخل قالت له: 3 صا بدالك فى زيارتنا
يا أشحب؟ فقال: يا سيدتى أرسلنى إليك الوليد برسالة، ثم أنشدها الشعر.
فقالت لجواريها: عليكن بهذا الخبيث. فقال: يا سيدتى إنه دفع إلى عشرة ا3ف
درهم، فهى لك، واعتقينى لوجه الله. فقالت: والله لا أعتقك أو تبلغ إليه ما أقول
لك. قال: يا سيدتى فاجعلى لى جعلا. قالت: لك بساطى هذا. قال: قومى
عنه، فقامت، فأخذه وألقاه على ظهره. وقالت: هاتى رسالتك، فقالت:
__________
(1) إغاثة اللهفان صر 173، البراهين الساطعه ص 33، الححبان على هامق مشارق الا نوار.
379