كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
لها مالا جزيلا وتزوج بها، وشرط لها عليه بعد الصداق مائتى ألف درهم، ودخل
بها. ثم إنها انحدرت معه إلى بلد أبيها ((المعرة " وكانت هند فصيحة أديبة، فأقام
بها الحجاج فى المعرة مدة طويلة، ثم إنه رحل بها إلى العراق، فأقامت معه ما شاء
الله، ثم دخل عليها فى بعفالا يام، وهى تنظر في المراة وتقول:
وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولدت فحلا فلله درها وإن ولدت بغلا فباء به البغل
فلما سمعها الحجاج انصرف راجعا، ولم يدخل عليها، ولم تكن علمت،
فأراد طلاقها، فأنفذ إليها عبدالله بن طاهر، وأنفذ لها معه مائتى ألف درهم، وهى
التى كانت عليه، وقال: يا ابن طاهر، طلقها بكلمتين، ولا تزد عليهما، فدخل
عليها عبدالله بن طاهر، وقال: يقول لك أبو محمد الحجاج: كنت فبنت. وهذه
المائتا ألف درهم التى كانت لك عليه، فقالت: أعلم يابن طاهر أنا والله كنا فما
حمدنا، وبنا فما ندمنا، وهذه المائتا ألف درهم التى جئت بها بشارة لك
بخلاصى من كلب ثقيف، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان، ووصف
له جمالها فأرسل إليها يخطبها، فأرسلت إليه كتابا تقول بعد الثناء عليه: اعلم
يا أمير المؤمنين أن الإناء قد ولغ فيه الكلب. فلما قرأ عبدالملك الكتاب ضحك
من قولها وكتب إليها: إذا ولغ الكلب فى إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن
بالتراب. فاغسلى الإناء يحك الاستعمال. فلما قرأت كتاب أمير المؤمنين لم
تمكنها الخالفة، فكتبت إليه بعد الثناء عليه: يأ أمير المؤمنين، والله لا أحل العقد
إلا بضرط، فإن قلت: ما هو الشرط؟ قلت: أن يقوم الحجاج بحملى من المحرة
إلى بلدك التى أنت فيها، ويكون ماشيا حافيا بحليته التى كان فيها أولا. فلما
قرأ عبد الملك ال! صتاب ضحك ضح! صا شديدا،،%نفذ إلى الحجاج، وأمره بذلك.
فلما قرأ الحجاج رسالة أمير المؤمنين أجاب وامتثل ولم يخالف. فأنفذ إلى هند
يأمرها بالتجهز، فتجهزت وسار الحجاج فى موكبه حتى وصل المعرة " بلد هند"
فى محك الزفاف، وركب حولها جواريها وخدمها، وأخذ الحجاج بزمام البعير،
381