كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
إلى عبد الله بن الزبير أمير الحجاز، فلم يستطع أحد من قبيلتها معونتها على
ذلك، خوفا من الفرزدق. وأخيرا وجد نفر من الشبان من الاثمجاعة ما دفعهم إلى
الذهاب معها إلى مكة، غير مبالين بهجاء الشاعر العربيد.
وكان نزول النوار على خولة بنت منظور بن زيان، زوجة عبدالله بن الزبير،
وورد على أثرها الفرزدق، ونزل على أبناء عبدالله بن الزبير، ومنهم حمزة،
يمدحهم، ويستعين بهم على أبيهم.
وكان عبد الله بن الزبير رجل جد وصدق، شديدا فى الحق، فانتصر لقضية
النوار. وأدرك الفرزدق ذلك قبل أن يصدر مق ابن الزبير ما يؤكده، فأخذ يرجف
به، ويشيع عنه أنه قد وقع فى هوى النوار، وأنه يعمل على طلاقها ليتزوجها هو.
ثم أنشأ قصيدة يقول فيها:
أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم وشفعت بنت منظور بن زيانا
ليس الشفيع الذى يأتيك مؤتزرا مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا
وانتشر هذا الضعر، وسمعه ابن الزبير.
وحدث أن مر بالفرزدق يوما، فغمز عنقه حتى كاد يدقها، ثم استدعى
النوار فقال لها: إن شئت فرقت بينكما، وقتلته حتى لا يهجونا أبدا، برن شئت
سيرته إلى بلاد العدو. فقالت: ما أريد واحدة منهما. فقال: فأنه ابن عمك، وهو
! ث راغب فأزوجك إياه، فقالت: نعم
ورجع الفرزدق منتصرا، زوجه الخليفة بنفسه، وكان ابن الزبير ينادى له
بالخلافة فى ذلك الوقت، ولكنه أى الفرزدق لم يظفر بقلب النوار مطلقا، وذلك
لبعد ما كان بينهما من فررق. فهو من الشذوذ والجموح على النحو الذى رأيناه،
أما هى فسليمة الفطرة. ومن هنا عاشت معه كارهة له. ولم ت!! عن مطالبته
بالطلاق حتى استجاب لها، ول! ش بشرط ألا تبرح منزله، ولا تتزوج رجلا بعده،
وألا تمنعه من مالها ما كان يأخذه منها مدة زواجهما.
383