كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

8 - عقب فتوى " لوثر " بجواز التعدد دعا القسس فى " مونستر"
سنة 531 1 م أن المسيحى الحق هو من يجمع بين عدة زوجات (1). وتكونت
عدة طوائف تنادى بذللث، منهم طائفة " الا نابابتيمست " فى ألمانيا فى منتصف
القرن السادس عشر، وعرفوا فى هولنده باسم " مينوميت " وفى انجلترا باسم
"برسير يان ".
هذا، وقد عانى الذين أخذوا بنظام عدم التعدد كثيرأ من المتاعب، فانتشر
الفساد، ولهذا سمح بالخاللة واتخاذ العشيقات، كما حدث فى فرنسا، وكثر
أولاد الزنى، وأصبحوا مشكلة خطيرة اضطروا إلى الاعتراف بهم ونسبتهم إلى
أمهاتهم، وفتح باب التبنى على مصراعيه، وصار ذلك أمرأ عاديا فى السويد
والنرويج وغيرهما، بل إن صيحات المفكرين قامت تنادى بإباحة التعدد، مثل
جوستاف لوبون، توماس. وقالوا: إن إباحة التعدد تجعل كل امرأة ربة بيت وأما
لأ ولاد شرعيين، وهذا يقضى على كثير من الانحرافات (2).
وفى أواخر مايو 58 9 1 م، نشرت جريدة الأ هرام بم قية عن " روتر " جاء فيها:
إذا نجحت الحركة التى يقوم بها رجال الدين فى بريطانيا فإن الرجال الإنجليز.
سيتمتعون قريبا بالزواج من أكثر من امرأة، ففى المؤتمر الذى سيعقد فى يونية
المقبل سيبحث تقريرا أعده تعسعة عشر من كبار رجال الدين والباحثين
الاجتماعيين وعلماء اللاهوت خت إشراف الدكتور " جيوفرى فيشر" أسقف
" كانتربرى " يدعون - فيه إلى إطلاق حرية الرجال فى الزواج بأكثر من واحدة، أ ى
إباحة تعدد الزوجات، وتستند دعوتهم هذه إلى أنه بات من الحماقة تجاهل
الغرض الذى يحققه تعدد الزوجات فى العصر الحديث، وأصبح من الخ!
التمسك " قانونيا " بضرورة قصر زواج الرجل على امرأة واحدة، وتهديد الخالفين
__________
(1) تعدد الزوجات للعطار، ص ه 1 1، نقلا عن وستر 5 طرك فى كتابه الذى ترجمه
عبد المنعم الزيادى، ص 253 - 256.
(2) المرجع نفسه، صه 1 1.
54

الصفحة 54