كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
النساء، إما اثنتان وإما ثلاثة، وإما أربعة. لاعلى معنى أن من اختار عددا حرم
عليه العدد الآخر، ولكن على معنى: فلتكن منكم مجموعات بعضها ئعدد
باثنتين، وبعضها بثلاثة، وبعضها بأربعة.
ولها يأت العطف بحرف " أو " حتى لا يكون التعدد قاصرا على نوع واحد.
رإيثار هذه الصيغة المعدولة التى تفيد الكثرة لأ ن الخطاب للجمع، وهو كثير.
كما تقول لقوم بينهم مال: اقتسموا اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.
(ب) أهل الظاهر وقد قالوا: إن العدد المسموح به هو تسعة، مستدلين بأن
اثنين وثلاثة وأربعة مجموعها تمسعة، وأيد فهمهم هذا بأن النبى صلى الله عليه
وسلم جمع تمسعة فى عصمته، ويرد عليهم بأن الحديث النبوى عين الغدد المراد
من التعدد فى الاية، فلابد من انضمامه إليها، وما كان من النبى عثاقي فهو خاص
به، كما خص بأشياء أخرى لا تجوز لغيره. وكة. لك يرد على أهل الظاهر بإجماع
الصحابة والسلف والخلف على أن الحد الأ قصى للتعدد هو أربع زوجات.
(%) جماعة من الشيعة، وقد قالوا: إن الحد الأ قصى هو ثمان عشرة امرأة،
مصتدلين بأن معنى ((مثنى " اثنان اثنان فهو يدل على أربع، ومعنى " ثلاث "
ثلاث ثلاث، فهو يدل على ست، ومعنى " رباع " أربع أربع، فهو يدل! لى
ثمان. فالمجموع النهائى ثمان عشرة زوجة.
وهذا الاستدلال باطل، لأن العطف بالواو معناه، كما سبق بيانه، ليس
الجمع، بل التنويع، ولا! ن الحد يث بين المراد من الآية، وهو أمر النبى صلى الله عليه
وسلم لغيلان وغيره بإمساك أربع ومفارقة الباقى. فدل على أنه لا يجوز الجمع بين
أكثر من أربع، ولإجماع السلف والخلف عليه.
وقد رأى أصحاب هذين الرأيين - الظاهرية والشيعة - أن الواو فى قوله
تعالى " مثنى وثلاث ورباع " تفيد الجمع، لكن الله خاطب العرب بأفصح اللغات،
والعرب لا تدع أن تقول: تسع، وتقول: اثنين وثلاثة وأربعة، وكذلك تستتبح
من يقول: أعط فلانا أربعة وستة وثمانية، ولا يقول: ثمانية عشر. فالواو فى هذا
76