كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

وبح! صم عالمية الدعوة الإسلامية يجب على المسلمين أن ينتشروا فى جميع أرجاء
الا! رض ليبلغوا الدعوة، ويقودوا مصيرة النهضة الإنسانية فى كل مكان، ولابد من
وجود أعداد نموذجية من المصلمين تقوم بهذه المهمة الواسعة.
على أن العدد الكثير لا شقتصر الحاجة إليه على الحروب، كما يزعم من
يدعى ذلك، فهناك الميادين والمجالات الختلؤ! ة، كما رأيت، لمزاولة النشاط
الحضارى الواسع.
والمتعلل بهذه العلة نظر إلى ممياسة الدول الإسلامية بالذات فى إسهامها فى
الحملة العالمية لتحديد النسل، فهو يحارب التعدد الذى يناهض هذه الحملة،
والواقع أن الدول الإسلامية فى حاجة إلى من يعمرها، ويستغل خيراتها وموارد
ثرواتها البكر، بل إن العالم كله كوحدة إنسانية جعله الله ميدانا واسعا لنشاط
المسلم العالمى، لا يضيق بهذه الأ عداد المتكاثرة، على أن التعدد من أضعف
الوسائل لتكثير النسل، أو على الا! قل ليس أقواها، فلماذا يحارب بهذه التعللات
الوأمحية؟
! -وعدم ضمان العدل بين الزوجات الان لا ينهض دليلا على مناهضة
التعدد، فالخ! لا يصلح بالخطأ، فلماذا لا نقوي، الشعور الدينى بوجوب العدل
حتى نتلافى أخطار ظلم الزوجات، ونبقى التعدد يؤدى رسالته الدينية
والاجتماعية والحضارية، كما كان عليه الحال فى القرون الخوالى التى نحاول إعادة
صورتها المشرفة؟
على أن ما ينسب إلى التعدد من أخطار فى تفكك الأسرة وتضرد الأولاد
مثلا ليس ع! محيحا قصر ذلك عليه، فهذه المشاكل لها أسباب أخرى أقوى من
التعدد، وحالات التعدد بين المسلمين من الخالة بحيث لا تلقى عليها كل تبعات
هذه الا! خطار، كما هو واضح فى الجزء الرابع من هذه الموسوعة الخاص بحقوق
الأولا د ورعاية النشء فى ظل الإسلام، وسيأتى مزيد توضيح لذلك عند الحديث
عن ح! صمة التعدد.
83

الصفحة 83