كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

وبخاصة الشبان، ولا بد من تقدير واقع الحياة وعدم التعلق بالمثل التى تضر أكثر
مما تنفع، فإن الذين ينادون بهذا الوفاء يمنعون من الزواج الثانى، ولكن يباح لهم
تلبية نداء الغريزة فى العشق والخاللة، على ما هو معروف. فمثاليتهم التى ينادون
بها مثالية زائفة، فيها شكلية واضحة لا صلة لها بجوهر الموضوع.
3 - قد تكون الزوجة عقيما لا تلد، سواء أكان ذلك أمرا خلقيا أ م
طارئا عارضا، والرجل يريد ما يريده عامة الناس من الذرية، والتى اشتاق إليها
بل! هفة خاصة البشر وهم الا! نبياء، كزكريا القائل: (رب لا تذرني فردا وأنت
خير الوارثين مهأ الا! نبجاء: 89،. والقائل (رب هب لي من للىنك ذرية طيبة مهو
أ ال عمران: 38،.
فلا بد لتحقيق رغبته من الزواج بأخرى إذا أراد الاحتفاظ بالعقيم معه لمعنى
اخر، والعقيم إن كانت عاقلة تشير على زوجها بالزواج، وتظهر أهمية الأولاد
عند من يعتزون بكثرتهم فى ظل النظام القبلى وتحكم العصبية، أو البيئة الريفية
التى تقوم حياتها على الزراعة.
إن الرجل المحب للذرية، وعنده زوجة عقيم، يجوز أن يطلقها ليتزوج
غيرعا، ولكنه قد ي! صن محبا لها لأ مور أخرى وراء صلاحية الإنجاب، كجمال أو قرابة
أو غنى، فهو يؤثر أن يبقيها فى عصمته، تحت الحاح هذه العوامل، ويضم إليها
أخرى تكمل حاجته التى لم يجدها عند الأولى، مع الاحتفاظ بكامل الحقوق
لها، على الرغم من عقمها.
4 - من مصلحة الرجل فى تعدد الزوجات حبه لامرأة غير زوجته، ولا
بمكنه أن يتمتع بهذا الحب إلا عن طريق الزواج، فهو لا يرضى بالحرام، الذى يجد
غير المعددين للزوجات، متنفسا لحبهم فيه، والحب أسبابه كثيرة، وقد يكون
باعثه الناحية الجنسية، والوقوع فى شباكه سهل ميسور، وبخاصة فى هذه الأ يام
التى كثر فيها السفور والاختلاط.
92

الصفحة 92