كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 6)

(قال: ترسلي (¬1) به إلى فلان): فيه شاهد على حذف لام الأمر وبقاء عملها؛ مثل:
مُحَمَّدُ تَفْدِ نَفْسَكَ كُلُّ نَفْسٍ ... إِذَا مَا خِفْتَ مِنْ أَمْرٍ تَبالا
هذا مع كونِ مرفوعِ فعلِ الطلب فاعلاً مخاطباً؛ كقراءة جماعة: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} وفي الحديث: "لتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ" (¬2).
ويحتمل، وهو الأولى، أن يخرج على حذف "أن" (¬3) الناصبة وبقاء عملها؛ أي: آمُرُكِ أن ترسلي به.
* * *

1457 - (2614) - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَلَبِسْتُهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.
(فشققتها بين نسائي): في "مبهمات عبد الغني بن سعيد" من حديث أم هانئ: "فراحَ (¬4) عَلِيٌّ وهي عليه"، فقال -عليه السلام-: "إِنَّما
¬__________
(¬1) كذا في رواية أبي ذر الهروي، وفي اليونينية: "ترسل"، وهي المعتمدة في النص.
(¬2) وانظر: "الكشاف" للزمخشري (2/ 336). والحديث الذي ذكره، قال عنه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/ 127): غريب. وقد روى الترمذي (3235) عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- مرفوعاً؛ بلفظ فيه: "على مصافكم كما أنتم".
(¬3) "أن" ليست في "ج".
(¬4) "فراح" ليست في "ع".

الصفحة 13