كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 6)

فرساً يسمى البحر، اشتراه من تجار قدموا من اليمن، سبقَ عليه مرات، ثم قال: فيحتمل مصيره إليه بعد أبي طلحة.
وهذا نقض للأول، لكن لو قال: يحتمل أنهما فرسان اتفقا في الاسم؛ لكان أقرب (¬1).
قلت: ليس في احتمال صيرورته إليه [بعد أبي طلحة ما ينفي شراءه -عليه الصلاة والسلام- له] (¬2) أولاً (¬3)؛ إذ يجوز أن يكون اشتراه أولاً، ثم خرج عن ملكه بطريق من الطرق، وملكه أبو طلحة، ثم ملكه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي طلحة، فلا تناقض.
قال الخطابي: و"إن" هنا نافية، والسلام بمعنى "إلا" (¬4)، وعليه اقتصر الزركشي (¬5).
قلت: وهو قصور، فهذا إنما هو مذهب كوفي، ومذهب البصريين: أنَّ (¬6) "إن" مخففة من الثقيلة، واللام فارقة بينها (¬7) وبين النافية؛ كما سبق.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "التوضيح" (16/ 433).
(¬2) ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(¬3) في "ع": "أو لأن".
(¬4) انظر: "أعلام الحديث" (2/ 1288).
(¬5) انظر: "التنقيح" (2/ 575).
(¬6) "أن" ليست في "م".
(¬7) في "ع": "بينهما".

الصفحة 24