نكذِّبُ (¬1) المدَّعِيَ إلا ببينة، وإن كان صادقاً في علم الله تعالى.
قلت: دعوى المدعي خبرٌ يحتمل الصدقَ والكذب، فليس لنا أن نكذِّبَه ولا نصدِّقَه (¬2) بالتشهِّي، وليس طلبُنا منه البينةَ على صحة دعواه دليلاً على تكذيبنا له فيها. ففيما قاله نظر.
و (¬3) قال البخاري بأثر الباب قبل الترجمة الثانية المذكورة:
(وجلدَ عمرُ أبا بكرة، وشبلَ بن معبد، ونافعاً بقذفِ المغيرة، ثم استتابهم، وقال: من تابَ، قُبلت شهادته): قال الطبري: كان المغيرة والياً على البصرة، وله مشربة تقابل مشربة (¬4) أبي بكرة، ولكل من المشربتين كَوَّةٌ تقابل كوةَ الأخرى، فكان مع أبي بكرة (¬5) في مشربته نافعُ بنُ كَلَدَة، وشبلُ بنُ معبد، وزيادٌ أخو أبي بَكْرة لأمه يتحدثون، فصفقَتِ الريحُ بابَ كوته، فقام ليصفقها، فبصر بالمغيرة -لفتحِ الريح بابَ كوةِ مشربته- بينَ رِجْلَي امرأة توسَّطَها، فقال للنفر: قوموا انظروا (¬6) واشهدوا، فنظروا فقالوا: من هذه؟ فقال: أم جميل بنتُ الأفقم، كانت تعشق المغيرةَ وأشرافَ الأمراء، فلما تقدم المغيرة للصلاة، منعه أبو بكرة.
وبلغ الأمرُ عمر، فأشخصهم، وبعث أبا موسى والياً على البصرة،
¬__________
(¬1) في "ج": "لما يكذب".
(¬2) في "ج": "نصدقه ولا نكذبه".
(¬3) الواو ليست في "ع".
(¬4) "تقابل مشربة" ليست في "ج".
(¬5) في "م": "بكيرة".
(¬6) في "ع" و"ج": "وانظروا".