كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 6)

قال شيخنا أبو عبد الله بن عرفة: وإلى هذه الآية أشار ابنُ التلمساني في مسألة الإجماع السكوتي في "شرح المعالم" بقوله: كقول عليٍّ لعمرَ -رضي الله عنهما- لما رأى جلدَ أبي بكرة: إن جلدته، فارجم صاحبك، وكان شيخُنا ابنُ عبد السلام -رحمه الله- يستشكل (¬1) صحة الملازمة في قول علي (¬2) مع قبول عمرَ له، ويحكي استشكاله عن شيخه أبي (¬3) الحسن البوذري (¬4)، وكانت (¬5) له مشاركةٌ حسنةٌ في الأصلين، ولم يجيبا عنه بشيء.
وكان يجري لنا جوابه بما أقوله: وهو أن القذف الموجبَ للحدِّ قسمان:
قذفٌ صدرَ من قائله على وجه التنقيص (¬6) للمقذوف، وقذفٌ صدرَ (¬7) على وجهِ شهادةٍ لم تَتِمَّ (¬8)، وهو الواقع في النازلة، فلما كرر أبو بكرة شهادته، أراد عمرُ جلده للقذفِ بقوله هذا، فقال له علي: إن جلدته، فارجمْ صاحبك؛ [أي: إن أردتَ جلده، لزم إرادتَك رجمُ صاحبك] (¬9)؛
¬__________
(¬1) في "ع": "استشكل".
(¬2) "علي" ليست في "ع".
(¬3) في "ع": "أبو".
(¬4) في "ع": "البردري".
(¬5) في "ع": "وكان".
(¬6) في "ع": "التنصيص".
(¬7) "صدر" ليست في "ع".
(¬8) في "ع": "يتم".
(¬9) ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".

الصفحة 57