كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 6)

ومراتبُ الكذب تتفاوت بحسب (¬1) تفاوت مفاسده.
قال ابن دقيق العيد: وقد نص في الحديث الصَّحيح على أن الغيبة والنميمة كبيرة، والغيبة عندي تختلف بحسب القول المغتاب به، فالغيبةُ بالقذف كبيرة؛ لإيجابها الحدَّ، ولا تساويها الغيبةُ بقبح الخلقة مثلًا (¬2)، أو قبحِ بعضِ الهيئة في اللباس مثلاً.
واهتمامه -عليه السلام- بأمر شهادة الزور يحتمل أن يكون؛ لأنها أسهلُ وقوعاً على الناس، والتهاونُ بها أكثرُ، فمفسدتها أيسرُ وقوعاً (¬3)، ألا (¬4) ترى أن المذكور معها هو الإشراك بالله، ولا يقع فيه مسلم، وعقوقُ الوالدين، والطبعُ صارفٌ عنه، وأما قول الزور، فإن الحوامل (¬5) عليه كثيرة؛ كالعداوة وغيرها، فاحتيج إلى الاهتمام بتعظيمه، وليس ذلك لعظمه بالنسبة إلى ما ذُكر معه -وهو الإشراك- قطعاً (¬6).
(الجُريريُّ): بجيم مضمومة وياء تصغير بين راءين، منسوبٌ إلى جَرير بن عُبادة.
* * *
¬__________
(¬1) "تتفاوت بحسب" ليست في "ع" و"ج".
(¬2) "مثلاً" ليست في "ع".
(¬3) في "ع": "وقوعها".
(¬4) في "ع": "لا".
(¬5) في "ج": "الزور فالحوامل".
(¬6) انظر: "شرح عمدة الأحكام" (4/ 173).

الصفحة 68