كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 6)
(32) كِتَابُ الأَطْعِمَةِ
واحدُها: "طَعَامٌ"، وهو: ما يُؤْكَلُ ويُشْرَبُ (¬1).
وأصلُها: الحِلُّ، فيَحِلُّ كلُّ طعامٍ طاهرٍ لا مَضَرَّةَ فيه (¬2)، حتى المِسكُ ونحوُه (¬3).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتابُ الأَطْعِمَةِ
* قوله: (وأصلُها الحِلُّ)؛ أي: بناء على أن الأصل في الأشياء الإباحة (¬4).
¬__________
(¬1) المصباح المنير ص (141)، وانظر: المبدع (9/ 193)، وكشاف القناع (9/ 3091).
(¬2) المحرر (2/ 189)، والمقنع (6/ 5) مع الممتع، والفروع (6/ 267)، وكشاف القناع (9/ 3091).
(¬3) الفروع (6/ 267)، والمبدع (9/ 193)، وكشاف القناع (9/ 3091)، وفي الإنصاف (10/ 355)، وكشاف القناع: وفي التبصرة: ما يضر كثيره يحل يسيره.
(¬4) ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168]، وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4]، وقوله تعالى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وما رواه عياضُ بن حمار: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال يومًا في خطبته: "أَلا إِنَّ رَبي أمرني أن أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُم مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هذَا، كلُّ ما نَحَلْتُهُ عبدًا حَلالٌ" أي: كل مال أعطيته عبدًا من عبادي، فهو له حلال.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعي في -كتاب: الجنة =
الصفحة 363