كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 6)
ولكن بفضل اللَّه أدرك قسمه ... وأسرج أعدائي قديمًا وألجم
وقال أحمد بن عاصم: قال لِي يحيى بن يحيى: مَنْ تعلم هاهنا يقوم هذا الكتاب -يعني: كتاب أبي عبيد-؟ قلت: ما أعلم أحدًا محضه محض محمد بن عبد الوهاب، لكنه يريد الخروج إلى أستوا، فسكت عني.
وقال محمد: أول شهادة شهدتها في الإسلام عند سهل بن صاعد فعدلني أبي والمثنى بن الفراء، وكنت غلامًا ما أظنني احتلمت.
وسئل مسلم بن الحجاج عن حديث عكرمة بن عمار، عن قيس بن طلق، عن أبيه؛ فقال: من يحدث به غير سهل بن عمارة؟ فقلت: حدَّثنا به محمد بن عبد الوهاب، عن الحسين بن الوليد فقال: الآن صحَّ الحديث.
وعن محمد بن عبد الوهاب قال: خرجت يومًا في حمارة القيظ، فإذا أخ لنا من طوس كان نيسًا بنا في العلم؛ فقلت له: مرحبًا بك يا أبا عمرو، ما جاء بك في هذا الوقت؟ فقال: قال لي مسلم: سمعت من العبدي حديث عكرمة بن عَمَّار حدَّث قيس بن طلق عن أبيه؟ فقلت: لا، فقال: اذهب الساعة حَتَّى تسمعه منه، فجئت حذارًا أن تموت أو أموت فلم أسمعه منك، وقال علي بن الحسن الداربجردي: محمد العبدي صدوق.
روى عن: نافع القارئ، وسليمان الواسطي، وعثمان بن سعيد الدمشقي، وحسان بن حسان، وإبراهيم بن عيسى الطالقاني، وزهير بن حرب أبي خيثمة، وأبي نعيم عبد الرحمن بن هاني الصفَّار، وإبراهيم بن جعفر بن الوليد، وأبي خالد السقا، وإسماعيل بن أبان، والحسين بن منصور. روى عنه: أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الجندي، والعباس بن محمد، ومكي بن عبدان، وأبو علي الحسن بن علي المقرئ، ومحمد بن أحمد بن أبي الحسن. وفي "تاريخ القراب": ذكر بيان بن المشرقي قال: مات أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء في سنة ثمان وستين ومائتين.
٤٣٥٨ - (ت س ق) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ السكري أبو يحيى الكوفي، أخو فضيل مولى بني قيس بن ثعلبة أصبهاني الأصل (¬١)
قال العجلي: محمد بن عبد الوهاب السكري من أفاضل أهل الكوفة، وكان عسرًا في الحديث. وذكر المنتجيلي عن أخيه فضيل بن عبد الوهاب أنه سمع أبا أسامة حماد بن أسامة يحلف مجتهدًا أنه ما رأى قَطُّ أورع من محمد بن عبد الوهاب.
---------------
(¬١) انظر: تهذيب الكمال ٢٦/ ٣٤، تهذيب التهذيب ٩/ ٢٨٥.
الصفحة 6
703