كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

وروى ابن أبي شيبة، ومحمد بن نصر في كتاب "الصلاة" عن مجاهد قال: بلغ عمر رضي الله تعالى عنه أن عاملاً له لا يقيل، فكتب إليه: أما بعد: فَقِلْ؛ فين الشيطان لا يقيل.
قال مجاهد: إن الشياطين لا يقيلون (¬1).
وقال الحسن رضي الله تعالى عنه: إذا دخل السوق وسمع لغطهم ولغوهم يقول: أظن ليل هؤلاء ليل سوءة فإنهم لا يقيلون (¬2).

109 - ومنها: الانتشار من غروب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشا - أي: ظلمتها - من غير ضرورة.
روى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُرْسِلُوْا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذهبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ" (¬3).
وروى هؤلاء، والبخاري، والنسائي عنه أيضاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ وَأَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانكُم؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينئذٍ، فَإِذَا ذهبَ ساعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَفوْهُمْ، وَأَغْلِقُوا
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/ 339)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (ص: 119).
(¬2) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (1/ 75)، و"إحياء علوم الدين" للغزالي (1/ 356).
(¬3) هواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 312)، ومسلم (14381)، وأبو داود (2604).

الصفحة 104