كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

فَالْغَضَبُ، وَأَمَّا كُحْلُهُ فَالنَّوْمُ" (¬1).
والمعنى: أنه يلقن ابن آدم بالكذب، ويستثير منه الغضب، ويستجلب منه النوم.
وقال ابن العماد فيما قرأته بخطه نقلاً عن شيخه البلقيني: شيطان النوم يسمى الوسنان، يأتي الإنسان فينومه كما ينوم الصغير.
قال: وإنما ينومه عن الطاعة، فأما عن المعاصي فلا، انتهى.
وروى الطبراني في "الكبير" عن جندب رضي الله تعالى عنه قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفراً فأتاه قوم، فقالوا: سهرنا عن الصلاة فلم نصل حتى طلعت الشمس.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَوَضَّؤُوا وَصَلُّوا".
ثم قال: "إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِالسَّهَرِ، إِنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ فَلْيقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ" (¬2).
وروى أبو داود، والنسائي - وصححه النووي - عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصْلَتَانِ - أَو خلَّتانِ - لا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبدٌ مُسْلِم إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيْرَانِ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيْلٌ؛ يُسَبِّحُ اللهَ تَعَالَى فِيْ دُبُرِ كُل صَلاةٍ عَشْرًا، ويَحْمَدُ عَشْرًا، ويُكَبِّرُ
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4819)، وفي إسناده ضعف.
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1722). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 323): فيه سهل بن فلان الفزاري عن أبيه وهو مجهول.

الصفحة 108