كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسُوْنَ وَمئةٌ بِاللِّسَانِ، وَألفٌ وَخَمْسُ مئَةٍ فِيْ الْمِيْزَانِ، وَيُكَبّرُ أَرْبَعاً وَثَلاثِيْنَ إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلاثاً وَثَلاثِيْنَ، ويُسَبِّحُ ثَلاثاً وَثَلاثِيْنَ، فَّذلِكَ مِئة بِاللِّسَانِ، وَألْفٌ فِيْ الْمِيْزَانِ".
قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده.
قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟
قال: "يَأْتِيْ أَحَدَكُم - يَعْنِي: الشَّيْطَان - فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُوْلَهَا" (¬1).
وروى الإمام أحمد، والشيخان، وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ مَكَانها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويْلٌ فَارْقُدْ؛ فَإِن اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نشَيْطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلاَّ أَصْبَحَ خَبِيْثَ النَّفْسِ كَسْلانَ" (¬2).
ورواه ابن خزيمة من حديث جابر - رضي الله تعالى عنه - وزاد
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (5065)، والنسائي (1348)، وكذا الترمذي (3410) وصححه، وابن ماجه (926) كلهم عن عبد الله بن عمرو. قال النووي في "الأذكار" (ص: 60): إسناده صحيح، إلا أن فيه عطاء بن السائب، وفيه اختلاف بسبب اختلاطه، وقد أشار أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا.
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 243)، والبخاري (1091)، ومسلم (776).

الصفحة 109