كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

وَالضَّرْبُ بِالْكِعَابِ" (¬1).
وأما الأنصاب فروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: الأنصاب أحجار كانوا يذبحون لها، والأزلام قداح كانوا يقتسمون بها الأمور (¬2).
واختلف المفسرون فقال جماعة: هي الأصنام التي كانوا يذبحون لها في الجاهلية.
وقال مجاهد، وقتادة رحمهما الله تعالى: كان حول البيت ثلاث مئة وستون حجرًا منصوبة، كان أهل الجاهلية يعبدونها ويعظمونها ويذبحون لها، وليست هي أصنامًا، إنما الأصنام المصورة المنقوشة (¬3).
قال مجاهد: وكانوا يبدلونها بحجارة أعجب إليهم منها. رواه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر (¬4).
وأمَّا الأزلام فقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: هي حصى بيض كانوا يضربون بها؛ أي: ينجمون.
وقال أيضًا: الأزلام القداح؛ كانوا إذا خرجوا في سفر جعلوا قداحًا
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (2/ 391)، وكذا أبو داود في "المراسيل" (ص: 350).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 171).
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (2/ 9).
(¬4) رواه الطبري في "التفسير" (6/ 75).

الصفحة 11