وله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيَّاكُمْ وَالتَّسْوِيفَ بِالتَّوْبَةِ، إِيَّاكَ وَالْغرَّةَ بِحِلْمِ اللهِ عَلَيْكَ" (¬1).
وقد قلت في المعنى: [من مجزوء الرمل]
لا تَقُلْ سَوْفَ أَتُوْبُ ... فَعَسَى خَطْبٌ يَنُوْبُ
إِنَّ تَسْوِيْفَكَ هَذا ... يا أَخِي إِثْمٌ وَحُوبُ
118 - ومنها: تنديم العبد على ما فات.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِيَّاكُمْ وَاللَّوْ؛ فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ" (¬2).
والمراد بعمل الشيطان الذي يفتحه لو: الشرك والغفلة عن القضاء والقدر، وذلك كقول القائل: لو فعلت كذا ما كان كذا.
ومنه قول المنافقين عن إخوانهم الذين قتلوا في سبيل الله: {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا} [آل عمران: 156] الآية.
وقال الشيخ رضي الدين جدي رضي الله تعالى عنه: [من مجزوء الرجز]
إيَّاكَ لَوْ فَلا تَقُلْ .... فِي حادِث لَوْ كانَ لَيْتَ
وَلَيْت لا تَنْطِقْ بِها ... فَقَلَّما يَنْفَعُ لَيْتَ
¬__________
(¬1) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (1564).
(¬2) رواه مسلم (2664)، وابن ماجه (4168) واللفظ له.