كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

محله على فؤاد الإنسان، وعينه، وفي ذكره، ومحله من المرأة عينها، وفي فرجها إذا أقبلت، وفي دبرها إذا أدبرت؛ هذه مجالسه (¬1).
وعن ابن جريج - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 6]؛ قال: هما وسواسان؛ فوسواس من الجنة، ووسواس من نفس الإنسان، فهو قوله: {وَالنَّاسِ} (¬2).
وروى ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى قال: إن الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه (¬3).
وروى الحافظ أبو بكر بن أبي داود في كتاب "ذم الوسوسة" عن معاوية بن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ عَمِّرْ قَلْبِي مِن وَسْوَاسِ ذِكْرِكَ، وَاطْرُدْ عَنِّي وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ" (¬4).
والمراد بوسواس ذكر الله: تردده في الخاطر، ومروره في الهاجس كما قال القائل: [من البسيط]
وَاللهِ ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا رَبَتْ ... إِلاَّ وَأَنت مُنى قَلْبِي وَوَسْواسِي (¬5)
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 694).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 695).
(¬3) رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص: 91)، وكذا الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (4/ 31).
(¬4) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 693).
(¬5) انظر: "المدهش" لابن الجوزي (ص: 222).

الصفحة 133