كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس (¬1).
والسكوت عن المنكر من غير خوف ضرر مِنْ أوجب الأمور للعقوبة، ألا ترى قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 78، 79].
قال ابن زيد في قوله: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78]: ماذا كانت معصيتهم؟ قال: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79]. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم (¬2).
وروى الخطيب في "رواة مالك" من طريق أبي سلمة، عن أبيه - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وَالَّذِيْ نفسُ مُحَمَّدِ بِيَدهِ لَيَخْرُجَنَّ مِنْ أُمَّتِي نَاسٌ مِنْ قُبُوْرِهِمْ فِي صُوْرَةِ الْقِرَدةِ وَالْخَنَازيرِ بِمَا داهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي، وَكَفُّوْا عَنْ نَهْيِهِم وَهُمْ يَسْتَطِيْعُوْنَ" (¬3).
وروى أبو الشيخ عن أبي عمرو بن جاس: أن ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال لكعب: هل لله من علامة في العباد إذا سخط؟
¬__________
(¬1) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: 156).
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4/ 1182).
(¬3) ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1811)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 127).

الصفحة 148