كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

قال: نعم، يذلهم فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر (¬1).
وفي القرآن: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [المائدة: 78] الآية.
ولعل من تكلم بالسوء وفي السوء، وأمر بالسوء، وسكت عن الخير وعن الأمر بالخير والنهي عن السوء شيطانٌ رجيم مستكملٌ لكل شر عظيم.

132 - ومنها: الغناء، والنَّوح والصياح، وحضور تلك المجالس، واستماع ذلك والأمر به.
وأول من ناخ وغنَّى إبليس.
وروى ابن أبي الدنيا في "المكائد" عن عبد الملك بن عمير رحمه الله تعالى قال: لما أهبط الله تعالى آدم - عليه السلام - وإبليس - لعنه الله تعالى - ناح إبليس حتى بكى آدم، ثم حدا حتى ضحك (¬2).
وفي "ذم الملاهي" عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّمَا نُهِيْتُ عَنُ صَوْتَيْنِ أَحْمقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ؛ لَهْوٍ وَلَعبٍ، وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ، وَصَوْب عِنْدَ مُصِيْبَيةٍ؛ خَمْشِ وُجُوهٍ، وَشَقِّ جُيُوْبٍ، وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ" (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 126).
(¬2) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 438).
(¬3) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (27)، وكذا رواه الترمذي (1005) عن جابر عن عبد الرحمن - رضي الله عنها -، وحسنه.

الصفحة 149