كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

وروى الثعلبي عن الأوزاعي رحمه الله تعالى قال: ليس أحد من خلق الله تعالى أحسن صوتاً من إسرافيل - عليه السلام - فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيحهم (¬1).
وروى الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: يقام داود - عليه السلام - عند ساق العرش، فيقول الله تعالى: يا داود! مجِّدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا، فيقول: كيف وقد سلبتنيه؟ فيقول: إني سأرده عليك اليوم، فيندفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنة (¬2).
وروى الطبراني، والبيهقي عن أبي أمامة - رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ يَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ اثْنتَانِ مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ يُغَنِّيَانِهِ بِأَحْسَنِ صَوْتٍ سَمِعَهُ الأنْسُ وَالْجِنُّ، لَيْسَ بِمِزْمَارِ الشَّيْطَانِ وَلَكِنْ بِتَحْمِيْدِ اللهِ وَتَقْدِيْسِهِ" (¬3).
وروى هنَّاد بن السَّري عن يحيى بن أبي كثير - رحمه الله
¬__________
(¬1) رواه الثعلبي في "تفسيره" (7/ 296)، وكذا أبو الشيخ في "العظمة" (3/ 856).
(¬2) رواه البيهقي في "البعث والنشور" (ص: 349)، وكذا ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (1/ 397).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (7478). وحسن العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 1267).

الصفحة 161