كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

بِدِيْنِكُمْ، وَلا يَكُوْنُ ذَلِكَ؛ كَمَا لا يُجْتَنَى مِنَ الْقَتَادِ إلَّا الشَّوْكُ، كَذَلِكَ لا يُجْتَنَى مِن قُرْبِهِم إلَّا الْخَطَايَا" (¬1).
وقلت في "أرجوزتي" التي نظمت فيها "ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين" للحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: [من الرجز]
وَمَنْ يَقُلْ نَأْتِي إِلى الْعُمَّال ... نُصِيْبُ دُنْياهُمْ بِالاعْتِزالِ
بِدِيْننا عَنْهُمْ فَهَذا لا يَكُوْنْ ... غَيْرَ الْخَطايا مِنْهُمُ لا يَجْتَنُوْنْ
إِذْ لَيْسَ غَيْرَ الشِّرْكِ وَالْفَسادِ ... يُقْطَفُ يا هَذا مِنَ الْقَتادِ
وَإِنَّما مَنْشَأ هَذا الْهاجِسِ ... مِنْ هَوَسِ الشَّيْطانِ وَالْوَساوِسِ

78 - ومنها: دلالة أعداء المسلمين على عوراتهم، والسعي في أذيتهم؛ وكل ذلك من الكبائر.
روى البيهقي في "الشعب" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاءت فأرة فأخذت تجرُّ الفتيلة، فذهبت الجارية تزجرها، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعِيهَا"، فجاءت بها فألقتها على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نِمْتُم فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُم؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ على هَذَا فَيُحْرِقَكُم" (¬2).
¬__________
(¬1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/ 314)، وكذا ابن ماجه (255).
(¬2) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6063)، وكذا أبو داود (5247).

الصفحة 41