كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

وقد سبق مثل ذلك في قوم نوح حيث قال لهم عليه السَّلام: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12].
وقال الثعلبي رحمه الله تعالى: خرج عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يستسقي، فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فقيل له: ما رأيناك استسقيت؟
قال: طلبت المطر بمجاديح السَّماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [هود: 52].
و{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 11] (¬1).
والمجاديح -بتقديم الجيم -؛ قال في "النهاية": جمع مجدح مع زيادة الياء (¬2).
والمجدح؛ كمنبر؛ قال في "القاموس": الدبران، أو نجم صغير تحته، والثريا.
قال: ومجاديح السماء: أنواؤها (¬3).
¬__________
(¬1) رواه الثعلبي في "التفسير" (10/ 44)، وكذا عبد الرزاق في "المصنف" (4902).
(¬2) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (1/ 243).
(¬3) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 275) (مادة: جدح).

الصفحة 485