كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

إلى الله عز وجل واستغفروه، فكف عنهم العذاب (¬1).
وروى هو والمفسرون عن أبي الجلد رحمه الله تعالى قال: لما غشي قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: ما ترى؟
قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، فكشف عنهم العذاب (¬2).
وروى هو وغيره عن أبي الجلد أيضاً: أن داود النبي عليه السلام أمر منادياً، فنادى بالصَّلاة جامعة، فخرج النَّاس وهم يرون أنه يكون منه يومئذ موعظة وتأديب، ودعا، فلما رأوا مكانه قال: اللهم اغفر لنا، وانصرف.
فاستقبل آخر الناس أوائلهم قالوا: ما لكم؟
قالوا: إن النبي إنما دعا بدعوة واحدة، ثم انصرف.
قالوا: سبحان الله! كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء، وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة!
قال: فأوحى الله إليه أن أبلغ عني قومك؛ فإنهم قد استقلوا دعاءك: إني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه (¬3).
¬__________
(¬1) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31866)، والطبري في "التفسير" (11/ 172).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 34)، والطبري في "التفسير" (11/ 172).
(¬3) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 73)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 57).

الصفحة 487