كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

وابن عدي عن أنس رضي الله تعالى عنهم قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْهُوْمَانِ لا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ دُنْيَا" (¬1).
وقد مثل بعض الحكماء طلب الدنيا بشرب ماء البحر لا يروي (¬2).
وأبلغ ما يشبه به الطغيان، وتناول أموال الناس واستملاؤها بالنار؛ كما ألقي فيها الحطب والحلفاء قويت، وكلما قويت أكلت ما ألقي فيها من ذلك، فهي تطلب في المرة الثانية من الأحطاب أكثر مما طلبت أولًا.

17 - ومنها: نقض عهد الله وميثاقه.
وفي معنى ذلك عدم الوفاء بالنذر؛ فإن ذلك من أفعال ثمود حيث روح في القصة أنهم عاهدوا صالحاً عليه السلام إن أخرج لهم الناقة من الصخرة أن يؤمنوا به ويتبعوه، فلما أخرجها لهم أَنِفوا
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10388)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (322) عن ابن مسعود - رضي الله عنه -. وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 894).
ورواه البزار في "المسند" (4880) عن ابن عباس - رضي الله عنه -. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 135): وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/ 295)، وكذا الحاكم في "المستدرك" (312) عن أنس - رضي الله عنه -. وقال ابن عدي ما معناه: صُحف والصواب عن الحسن مرسلًا.
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (1/ 324) عن أبي عبد الله الصوفي من كلام عيسى عليه السلام.

الصفحة 557