قال: ورد اله إليه ماله وولده عيانًا، ومثلهم معهم، وأمطر عليه جرادًا من ذهب، قال: فجعل يأخذ الجراد بيده ثم يجعله في ثوبه، وينشر أثناءه، فيأخذ فيجعله فيه، فأوحى الله عز وجل إليه: يا أيوب! أما شبعت؟
قال أيوب عليه السلام: من ذا الذي يشبع من فضلك ورحمتك؟ قال: فاخذ ضِغثًا بيده فجلدها، قال: وكان الضغث مئة شمراخ، فجلدها به جلدة واحدة (¬1).
* فائِدَةٌ:
قال الثعلبي في "تفسيره": واختلفوا في سبب ابتلاء أيوب عليه السلام، فقال وهب: استعان رجل أيوب عليه السلام على ظالم يدرأه عنه فلم يمنعه عنه، فابتلي.
وروى حبان عن الكلبي: أن أيوب عليه السلام كان يغزو ملكًا كافرًا، وكانت مواشي أيوب في ناحية ذلك الملك، فداهنه فلم يغزه، فابتلي.
وقيل: كان أيوب عليه السلام كثير المال فأعجبه ماله، فابتلي، انتهى (¬2).
قلت: والقولان الأخيران بعيدان عن حال الأنبياء عليهم السلام؛
¬__________
(¬1) ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10/ 3244).
(¬2) انظر: "تفسير الثعلبي" (8/ 211).