كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

فقال: إن لي فيها حقًا.
فقال آدم: وما حقك فيها؟
قال: لي فيها شرابها.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم المسكر" عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: قال إبليس: ما أعجزني فيه بنو آدم فلم يعجزوني في ثلاث: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فَقُدناه حيث شئنا وعمل بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم، ونبخله بما في يديه ونمنيه ما لا يقدر عليه (¬1).
وأمَّا المَيْسِر فقال ابن عباس وغيره من المفسرين: هو القمار (¬2).
وروى البخاري في "الأدب المفرد" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يقال: أين أيسار الجزور؟ فيجتمع العشرة فيشترون الجزور بعشرة فصلان إلى الفصال، فيجيلون السهام فتصير لتسعة - أي: يخرج منهم الغرم على واحد، فيغرم فصيلًا واحدًا فتصير لتسعة حتى تصير إلى واحد - يغرم الآخرون فصيلًا فصيلًا إلى الفصال، فهو الميسر (¬3).
وروى ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (ص: 67).
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (2/ 358)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (4/ 1197).
(¬3) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (1259).

الصفحة 8