كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 6)

عنه قال: أرسلني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بئر، فلقيت الشيطان في صورة الإنس، فقاتلني، فصرعته، ثم جعلت أدقه بفهر معي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَقِيَ عَمَّارٌ الشَّيْطَانَ فَقَاتَلَهُ".
قال: فما عدا أن رجعت فأخبرته، فقال: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ" (¬1).
وفي "صحيح البخاري" عن علقمة رحمه الله قال: قدمت الشام فقلت: من هاهنا؟
قالوا: أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه.
قال: أفيكم الذي أجاره الله تعالى من الشيطان على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟ يعني: عماراً رضي الله تعالى عنه (¬2).
فهذا تلميح من أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه بالعصمة المذكورة هنا.

101 - ومنها: قطع الطريق، وإضلال المسافرين في طاعة الله تعالى.
قال الله تعالى - حكاية عن الشيطان -: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16].
قيل: إنه طريق مكة يقعد الشيطان عليها ليمنع الناس منها؛
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 124)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/ 384).
(¬2) رواه البخاري (3113).

الصفحة 89