كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

287 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: فِي قَوْلِهِ: {يَا هَامَانُ. ابْنِ لِي صَرْحًا}، قَالَ: بَنَاهُ بِالآجُرِّ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا بِالآجُرِّ، وَيَجْعَلُوهُ فِي قَبْرٍ.
288 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ الْيَمَنَ قَالُوا لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بِصَخْرٍ وَشَجَرٍ فَنُقِلَ، فَبَنَيْتَ مِنْهُ مَسْجِدًا؟، قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَنْقُلَهُ عَلَى ظَهْرِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
289 - وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ:
يَا بَانِيًا دَارَهُ يُشَيِّدُهَا ... يَرْفَعُ طَبَقَاتِهَا وَيَعْقِدُهَا
ابْنِ فَإِنَّ الْخَرَابَ مَوْعِدُهَا ... يَا لَيْتَ شِعْرِي لِمَنْ تُجَدِّدُهَا
نَفْسُكَ إِنْ تُعْطِهَا مَحَبَّتَهَا ... تَطْلُبْ مِنْكَ الَّذِي تُعَوِّدُهَا
فَاثْنِهَا عَلَى ذَاكَ يَنْفَعْهَا ... فَإِنَّ رَيْبَ الْمَنُونِ يَرْصُدُهَا
إِنْ سَرَّهَا يَوْمُهَا وَلَيْلَتُهَا ... وَأَعْجَبَاهَا يَسُوءُهَا غَدُهَا.
290 - وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى:
جَهُولٌ لَيْسَ تَنْهَاهُ النَّوَاهِي ... وَلاَ تَلْقَاهُ إِلاَّ وَهْوَ سَاهِي
يُسَرُّ بِيَوْمِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا ... وَلاَ يَدْرِي وَفِي غَدِهِ الدَّوَاهِي
مَرَرْتُ بِقَصْرِهِ فَرَأَيْتُ أَمْرًا ... عَجِيبًا فِيهِ مُزْدَجَرٌ وَنَاهِي
بَدَا فَوْقَ السَّرِيرِ فَقُلْتُ: مَنْ ذَا ... فَقَالُوا: ذَلِكَ الْمَلِكُ الْمُبَاهِي
رَأَيْتُ الْبَابَ أَسْوَدَ ... وَالْجَوَارِي يَنُحْنَ وَهُنَّ يَكْسِرْنَ الْمَلاَهِي
تَبَيَّنْ أَيَّ دَارٍ أَنْتَ فِيهَا ... وَلاَ تَسْكُنْ إِلَيْهَا وَادْرِ مَا هِي.
291 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْمُونٍ اللَّخْمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى مَزْبَلَةٍ، فَقَالَ: هَلُمُّوا إِلَى الدُّنْيَا وَأَخَذَ خِرَقًا قَدْ بَلِيَتْ عَلَى تِلْكَ الْمَزْبَلَةِ، وَعِظَامًا قَدْ نُخِرَتْ، فَقَالَ: هَذِهِ الدُّنْيَا.

الصفحة 101