كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

296 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ يَرْكَبُ بَغْلَتَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَيَحْمِلُنِي خَلْفَهُ، فَيَأْتِي بِي كُنَاسَةً بِالْحِيرَةِ قَدِيمَةً، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا بَغْلَتَهُ، وَيَقُولُ: الدُّنْيَا تَحْتَنَا.
297 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَصَدِيقِهِ وَبَهِيمَتِهِ لَهُ مِنْهَا أَجْرٌ، إِلاَّ نَفَقَتَهُ فِي بِنَاءٍ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَسْجِدًا، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانَ بِنَاءً كَفَافًا؟، قَالَ: فَذَلِكَ لاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ. فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانَ فَوْقَ الْكَفَافِ؟، قَالَ: عَلَيْهِ وِزْرُهُ، وَلاَ أَجْرَ لَهُ فِيهِ.
298 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَجْرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: كَتَبَ عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الطَّاعُونَ قَدْ نَزَلَ بِنَا، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ آتِيَ قَرْيَةً خَرِبَةً إِلَى جَنْبِي فَعَلَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِذَا أَتَيْتَ الْخَرِبَةَ فَسَلْهَا عَنْ أَهْلِهَا، وَالسَّلاَمُ.
299 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَنَحْنُ فِي جِنَازَةٍ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ سَابِقَ الْبَرْبَرِيَّ حِينَ يَقُولُ:
وَلِلْمَوْتِ تَغْذُو الْوَالِدَاتُ سِخَالَهَا ... كَمَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ تُبْنَى الْمَسَاكِنُ.
300 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ ابْتَنَى قَصْرًا وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ عَابَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَصْلِحُوهُ، وَأَعْطُوهُ دِرْهَمَيْنِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ: فِي هَذَا الْقَصْرِ عَيْبَانِ اثْنَانِ. قَالُوا: وَمَا هُمَا؟، قَالَ: مَا كُنْتُ أَخْبِرُ بِهِمَا إِلاَّ الْمَلِكَ، قَالَ: فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْعَيْبَانِ؟ قَالَ: يَمُوتُ الْمَلِكُ، وَيَخْرَبُ الْقَصْرُ، قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ.

الصفحة 103