كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

45 - حدثنا العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه، عن رجل من فزارة قال: قال لي أسماء بن خارجة: ما بذل إلي رجل قط وجهه فرأيت شيئا من الدنيا وإن عظم وجسم عوضا لبذل وجهه إلي.
46 - حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: سأل رجل محمد بن سوقة حاجة فقال: هلا كتبتها إلي في كتاب ولم تبذل وجهك فيها.
47 - أنشدني أبو حذيفة:
ومتظر سؤالك بالعطايا ........ وأفضل من عطاياه السؤال
إذا لم يأتك المعروف عفوا ....... فدعه فالتنزه عنه مال
وكيف يلذ ذو أدب نوالا ...... ومنه لوجهه فيه ابتذال
إذا كان السؤال ببذل وجه ...... وإلحاح فلا كان السؤال
48 - وأنشدني رجل من تميم عند أبي حذيفة:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ......... عوضا وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته ....... رجح السؤال وخف كل نوال
49 - وأنشدنا محمود الوراق قوله:
ليس يعتاض باذل الوجه في ....... الحاجة من بذل وجهه عوضا
وكيف يعتاض من أتاك ..... وقد صير للذل وجهه عرضا
50 - حدثني محمد بن أبي الحسن التميمي قال: قال ابن السماك للفضل بن يحيى وقد رد رجلا عن حاجة له: إن هذا لم يصد وجهه عن مسألته إياك، فأكرم وجهك عن ردك إياه، فقضى حاجته.

الصفحة 130