كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

51 - حدثني أبو موسى المؤدب قال: سأل ابن أخ لمحمد بن سوقة محمدا فجعل محمد يبكي، فقال له ابن أخيه: يا عم لو علمت أن هذا يبلغ منك ما سألتك. قال: يا ابن أخي لم أبك من مسألتك إياي، وإنما بكيت من تركي ابتدائك قبل أن تسألني.
52 - حدثني الفضل بن إسحاق قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله العجلي، عن فضيل بن نجيح، عن أبي محبوبة البصري قال: مكتوب في الكتب: يا عبدي إن كنت لابد طالبا حاجة إلى عبادي فاطلبها من معادن أهل الخير فترجع مغبوطا مسرورا، ولا تطلبها من معادن أهل الشر فترجع غضبان محسورا.
باب إنزال الحاجة بالله عز وجل والاستعفاف عن المسألة
53 - حدثنا الحسين بن علي العجلي قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي, قال: حدثنا بشير ..... ، عن سيار، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نزلت به حاجة فأنزلها بالله عز وجل أوشك أن يأتيه الله بالغنى إما عاجلا أو آجلا.
54 - حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة، عن أبي حمزة قال: سمعت هلال بن حصين قال: أتيت المدينة فنزلت دار أبي سعيد فضمني وإياه المجلس، فحدث أنه أصبح ذات يوم وليس عندهم طعام فأصبح وقد عصب على بطنه حجرا من الجوع، فقالت لي امرأتي: ائت النبي صلى الله عليه وسلم فقد أتاه فلان فأعطاه وأتاه فلان فأعطاه، فأتيت فقلت: حتى ألتمس شيئا، فذهبت أطلب فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول: من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن سألنا شيئا فوجدناه أعطيناه أو واسيناه، ومن استعف عنا أو استغنى فهو أحب إلينا ممن سألنا قال: فرجعت وما سألته شيئا فرزقنا الله عز وجل حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.

الصفحة 131