كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

86 - حدثني الحسن بن جهور، عن الأصمعى قال: أضاف أعرابيا قوم فأراح إبله، فجعل يغبق ذا الشارة منهم في صحن له أولا فأول، حتى أفضى ذلك إلى آخر القوم رجل عليه أطمار له، فضرب الصحن بظهر كفه ثم أنشأ يقول:
أأن رأيت ردي البال منطرحا ....... بالي [الثياب] عراة الهم والعدم
صرفت صحنك إزراء بهيئته ........ والله يعلم أنى حيث ما انقحموا
أبدى وأظهر نارا عند مكرمة ........ جنح العشاء إذا ما أقبل القتم
فاصرف إناءك عني إنني رجل .......... يأبى الدنية مني العز والكرم
قال: فبات طاويا حتى أصبح ثم رحل:
87 - كان أبو عبد الرحمن القرشي ينشد:
أأخي إن الحادثات .......... عركني عرك الأديم
لا تجزعن من أن رأيت ........... أخاك في ثوب قديم
إذ كن أثوابي بلين .......... فإنهن على كريم
88 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بني فلان أغاروا علي، فذهبوا بإبلي وابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آل محمد كذا وكذا أهل بيت ما فيهم مد من طعام، أو صاع من طعام، فاسأل الله عز وجل. فرجع إلى امرأته، فقالت: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبرها، فقالت: نعم ما رد عليك، فما لبث أن رد الله عز وجل إليه إبله وابنه أوفر ما كانت، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأمر الناس بمسألة الله عز وجل والرغبة إليه، وقرأ عليهم {ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

الصفحة 140