كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

101 - حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الله، عن محمد بن سيرين، عن أبيه قال: أردت أن أخرج في وجه، فبينما أنا في الطريق إذ قال رجل: هذا أبوك خلفك فقمت حتى لحقني فقال: يا بني اتق الله حيث كنت، واعلم أن لك رزقا لن تعدوه فاطلبه من حله، فإنك إن طلبته من حله رزقك الله طيبا واستعملك صالحا، وأستودعك الله والسلام عليك.
102 - حدثني الحسن بن جهور، عن شيخ من قريش قال: قال الحسن البصري: الحريص الجاهل، والقانع الزاهد، كل مستوفى أكله، مستوفى رزقه، فعلام التهافت في النار.
103 - حدثني القاسم بن هاشم قال: حدثني أبو طالب الدمشقي، أن رجلا كتب إلى ابن له: إنك لن تبلغ أملك ولن تعدو أجلك، فأجمل في الطلب واستطب المكسب، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب، فأكرم نفسك عن دنيا دنية وشهوة ردية، فإنك لا تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا، ولا تأمن من خدع الشيطان أن تقول متى أرى ما أكره نزعت، فإنه هكذا هلك من كان قبلك.
104 - حدثنا أحمد بن العباس النميري قال: قال رجل من عبد قيس من أهل البصري:
أثامن بالنفس النفسية ربها ..... فليس لها في الناس كلهم ثمن
بها تكلب الدنيا فإن أنا بعتها ....... بشيء من الدنيا فذلكم الغبن
لئن هلكت نفسي بدنيا أصبتها ....... لقد ذهبت الدنيا وقد ذهب الثمن

الصفحة 145