كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

118 - حدثني أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا النضر بن شميل قال: كتب سليمان بن حبيب المهلبي إلى الخليل بن أحمد وقد ولي الأهواز يدعوه، فأبى أن يأتيه، فكتب إليه:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة ......... وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي أني لا أرى أحدا ........... يموت هولا ولا يبقى على حال
قال أبو بكر: وزادني غيره:
الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ........ ولا يزيدك فيه حول محتال
119 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا زكريا بن أبي خالد [حدثني الحسن بن إسماعيل بن مجالد] قال: خرج فتى يطلب الدنيا فتعذرت عليه فكتب إلى أمه:
سأكسب مالا أو أوارى في ضريحة ......... من الأرض لا تبكى علي سكوب
ولا واله حرا علي حزينة .......... ولا أحد ممن أحب قريب
سوى أن يرى قبري غريب فربما ...... بكى أن يرى قبر الغريب غريب
فوافى الكتاب وقد ماتت أمه فأجابته خالته:
تذكرت أحوالا وأذريت عبرة ........ وهيجت أحزانا وذاك عجيب
فإن تك مشتاقا إلينا فإننا ........ إليك ظماء والحبيب كئيب
فمن على أم عليك شفيقة ......... بوجهك لا تثوى وأنت غريب
فإن الذي يأتيك بالرزق نائيا ....... يجيء به والحي منك قريب
120 - حدثني أبو جعفر محمد بن يزيد الأدمي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قيل لأبي أسيد الفزاري: من أين تعيش؟ قال: فكبر الله وحمده وقال: يرزق الله عز وجل القرد والخنزير، ولا يرزق أبا أسيد!

الصفحة 149