كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

125 - حدثني محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا الخطاب بن عثمان قال: حدثنا يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد منكم بأكسب من أحد، قد كتب الله المصيبة والأجل، وقسم المعيشة والعمل، فالناس يجرون فيها إلى منتهى.
126 - حدثني أبو عبد الله القرشي قال: سمعت محمد بن عمرو الأسلمي، أخبرنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: أنا بالرصافة حين قدم ابن أذينة على هشام فلما دخل عليه قال له: أنت الذي تقول: ولو قعدت أتاني لا يعنيني؟ قال: قد جئت وأنا أعلم أن ذاك كذاك.
قال محمد بن عمرو: قال بعصهم: أتبعه هشام حين انصرف أربعمائة دينار، وقالوا أقل فاختلفوا.
قال أبو بكر: والشعر أنشدنيه صالح بن محمد القرشي:
لقد علمت وما الإشراف في طمعي ......... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنيني تطلبه ....... ولو قعدت أتاني لا يعنيني
127 - حدثنا عصمة بن الفضل قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن نعيم النحوري، عن شيخ من أهل الشام من يحصب قال: حدثنا عبد الله بن صخر قال: خرجت من عند سليمان بن عبد الملك في الظهيرة فإذا رجل يهتف بي: يا عبد الله بن صخر، فالتفت إليه فقال لي: لله أبوك لهذا العدو الذي أبيح لأبوينا وهما في الجنة يأكلان منها رغدا حيث شاءا فلم يزل يمنيهما ويدليهما بغرور ويقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين حتى أخرجهما مما كانا فيه، ثم ها هو ذا قد نصب لنا فنحن نمد أعيننا إلى ما لم يقسم لنا من الرزق حتى نقطع أنفسنا دونه، ويزهدنا في الذي قد انتهى إلينا، وحوينا من رزق الله حتى نقصر في الشكر. قال: فذهبت لأجيبه فما أدري كيف ذهب! قال: فذكرته فقيل: ذاك الخضر، أو لا نظنه إلا الخضر.

الصفحة 151