كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

128 - ............................................... قال ابن السماك: كتبت إلى رجل حريص على الدنيا: أما بعد أصلحنا الله وإياك لما له خلقنا، وخلصنا وإيام من شر ما فيه أصبحنا، فإنا أصبحنا في أنكد النكد ومن أكدر الكدر، لا ننال الدنيا إلا بأطول نصب وأشد تعب، مع أن فيما ...... تخوض الذل ونعر بالصغار، ولا تدعنا نجتر به إلى انتفاع، ولا كثرة نهي الله عنه إلى ............... ولقد رأينا في هذه الدار العجب، والاعتبار العجب من الضعيف في ضعفه، والعاجز في حيلته، والعليل في عقله، والفاجر في دينه، وهو بقدر من الدنيا على حبه، والعجب من القوي في شدته، والصحيح في عقله، والجليد في أمره، والعفيف في دينه وهو في ......... ، فالذي حال بين القوي وبين طلبته هو المقدور اللازم لخلقه، فهل عبد رضي بما قسم له فيفرغ بدنه وتطمئن نفسه.
أي أخي أذلك رزق لابد من أن تأكله، وإجلالا بزاد تبلغه، وأثر فلا بد من أن تطأه، وقسم فلا بد أن تعطاه، ففيما شغل النفس، وتغير هذا القلب إلا الوسوسة وهذا العدو، فأعاننا الله وإياك على عدونا الحريص على أن يسوء ظننا بربنا، وأن يقل رضانا عن خالقنا، يعدنا الله المغفرة والفضل، ويعدنا عدونا الفقر، فأسرعت قلوبنا إلى عدة عدونا ما لم تسرع إلى عدة خالقنا. والسلام.

الصفحة 152