كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

134 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب، عن عمه قال: قال أبو شحمة أحد بني صحب ثم أحد بني قتيبة من باهلة، وكان له ضد من قومه يقال له حبيب بن وائل أحد بني سهم بن عمرو ومن رهط أبي أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وسع الله عليه في المال، فقال ولد أبي شحمة: ألا تبتغي في البلاد الرزق حتى تصنع ما يصنع حبيب بن وائل؟! فقال:
إني وإن كان حبيب أوسعا
ولم أزد على الكفاف قنعا
آكل ما يأكل حتى أشبعا
وأشرب البارد حتى أنقعا
وأقطع الليل رقادا أجمعا
لا خائفا سربا ولا مفزعا
ولم أقارف سوءة فأخشعا
يغري بي القوم اللئام الوضعا
ممتلىء قلبي عني وقنعا
بالله ما أدركت ذاك أجمعا
فالحمد الله على ما صنعا

الصفحة 155