كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

164 - حدثني محمد بن العباس، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة بن عبد الرحمن الباهلي، حدثنا صدقة بن المثنى بن عبد الله الكعبي - كعب سعد - قال: سمعت كعب بن مالك بن يزيد بن كعب، يحدث عن أبيه قال: سمعت رجلا من بني دارم يقال له مالك بن مرارة يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إذا صليت فصل صلاة مودع، وإياك وكثرة السؤال فيما لا يعنيك، واكتف بما آتاك يغنيك.
165 - حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا سفيان بن عيينة قال: سئل لقمان: أي الناس خير؟ قال: المسلم العالم الغني. قيل له: الغنى في المال؟ قال: لا، ولكن إذا احتيج إليه نفع، وإذا استغنى عنه اكتفى.
قال سفيان: لا يكون غنيا أبدا حتى يرضى بما قسم له، فذلك الغنى.
قال سفيان: سمعت المفسرين من كل جانب في قوله {أغنى}. قال: أرضى.
قال سفيان: قال الحسن: من رضي بما قسم الله له وسعه وبارك له فيه، ومن لم يرض لم يسعه ولم يبارك له فيه.
166 - حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا سفيان، عن إبراهيم أبي هارون المديني قال: قال ابن مسعود: اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحسد أحدا على رزق الله، ولا تلم أحدا على ما يؤتك الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، فإن الله بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

الصفحة 164