كتاب القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

184 - حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا أبو يعقوب، حدثني محمد بن عبد الله الحذاء قال: حججت فمررت بالمدينة فسألت عن العمري عبد الله بن عبد العزيز فوجدته في باديته فأتيته فرأيت بين يديه حضرة فسلمت وقلت: نأيت عن الناس. قال: ما استطعت أن تنأى عنهم فافعل. قلت: ما ترى في الاعتمال؟ قال: اعتمل بالبلغة، وانظر لمن تعمل؟ ألا أسمعك أبياتا قلتها؟ قلت: بلى. قال:
ومالي من عبد ومالي وليدة ....... وإني لفي فضل من الله واسع
بنعمة ربي لا أريد معيشة ...... سوى قصد عيش من معيشة قانع
ومن يجعل الرحمن في قلبه الغنى ...... يعش في غنى من طيب العيش واسع
إذا كان ديني ليس فيه غميزة ......... ولم أنشره بعض تلك المطالع
ولم تستلمني مرديات من الهوى ......... وأم أتخشع لامرىء ذي تصانع
ضنين بحق الله في حق ماله ....... بخيل بقول الحق في الرزق راتع
قلت: أملها علي، فأملاها.
185 - حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، حدثنا يحيى بن يمان، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أي عبادك أغنى؟ قال: أقنعهم.
186 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن، حدثني الأزرقي قال: لقي رجل أبا العتاهية على باب المسجد فقال له: قل قبل أن تدخل المسجد أبياتا، فقال:
نصف القنوع وأينا يقنع ...... أو أينا يرضى بما يجمع
لله در ذوي القناعة ما ........ أصفى معاشهم وما أوسع
من كان يبغي أن يلذ وأن ........ تهدا جوارحه فلا يطمع
فقر النفوس بقدر حاجتها ....... وغنى النفوس بقدر ما تقنع

الصفحة 169