كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

13 - حدثني أبو بكر محمد بن هانئ، قال: حدثني أحمد بن شبويه، قال: حدثني سليمان، قال: حدثني عبد الله بن داود بن سليمان، أن خالد بن يزيد قال لعبد الملك: إنك تكتب إلى الحجاج وعنده أهل العراق فبعث إليه رسولا يسأله عن أمس، واليوم، وغد. فكتب إليه يسأله عن ذلك، فقال للرسول: لعل خويلد كان عنده أكتب إليه: أمس أجل، واليوم عمل، وغدا أمل.
14 - حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم، عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن عبد الله، أن الحجاج بن يوسف، سأل خالد بن يزيد: عن الدنيا، فقال: ميراث قال: فالأيام؟، قال: دول، قال: فالدهر؟، قال: أطباق، والموت بكل سبيل، فليحذر العزيز الذل، والغني الفقر، فكم من عزيز قد ذل، وكم من غني قد افتقر.
15 - حدثني أبو إسحاق الأدمي إبراهيم بن راشد، قال: سمعت أبا ربيعة زيد بن عوف قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قال بعض أهل الحكم: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب، أبقى فيك موعظة، وترك فيك عبرة، واليوم ضيف عندك، طويل الغيبة، وهو عنك سريع الظعن، وغد لا تدري من صاحبه.
16 - حدثني أبو إسحاق، قال: سمعت أبا ربيعة، يقول: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحنفي، قال: أمس مذموم، ويومك غير محمود، وغدا غير مأمون.
17 - حدثني عبد الله بن عيسى الطفاوي، حدثنا عبيد الله بن شميط بن عجلان، قال: سمعت أبي، يقول: إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام: فقد مضى أمس بما فيه، وغدا أمل لعلك لا تدركه. إنك إن كنت من أهل غد، فإن غدا يجيء برزق غد، إن دون غد يوما وليلة تخترم فيها أنفس كثيرة، لعلك المخترم فيها. كفى كل يوم همه.

الصفحة 178