كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

18 - حدثني حسين بن عبد الرحمن، قال: قال أبو حازم: الأيام ثلاثة: فأما أمس فقد انقضى عن الملوك نعمته، وذهبت عني شدته، وإني وإياهم من غد لعلى وجل، وإنما هو اليوم: فما عسى أن يكون؟.
19 - حدثني محمد بن صالح بن يحيى التميمي، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن مروان بن محمد بن الحكم، - ولم أر مثله بيانا وفهما - يقول: ليس من يوم يقدم إلا وهو عارية لليوم الذي بعده فاليوم الجديد يقتضي عاريته، فإن كان حسنا أدى إليه حسنا، وإن كان قبيحا أدى إليه قبيحا، فإن استطعت أن تكون عواري أيامك حسانا فافعل.
20 - أنشدني محمود بن الحسن:
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا ... وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة ... فثن بإحسان وأنت حميد
فيومك إن أغنيته عاد نفعه ... عليك وماضي الأمس ليس يعود
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد ... لعل غدا يأتي وأنت فقيد.
21 - حدثني محمد بن الحسين، حدثنا عبيد الله بن محمد، قال: سمعت شيخاً من ربيعة، قال: قال حكيم من الحكماء: إن أمس شاهد فجعك بنفسه وخلف في بيتك عظته، وإن اليوم كان طويل الغيبة وهو سريع ظعنه، وإن غدا لا تدري ما منهله، فاتق اجتماع شهادتهم عليك.

الصفحة 179