كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

27 - حدثنا أبو محمد البزار القاسم بن هاشم، حدثنا المسيب بن واضح، عن محمد بن الوليد، قال: كان الحسن يقول: ابن آدم اليوم ضيفك، والضيف مرتحل بحمدك أو بذمك، وكذلك ليلتك.
28 - حدثني محمد بن الحسين، قال حدثنا بدل بن المحبر اليربوعي، حدثنا المنهال بن عيسى، عن غالب القطان، عن الحسن، قال: ابن آدم إنك بين مطيتين يوضعانك، يوضعك الليل إلى النهار، والنهار إلى الليل، حتى يسلماك إلى الآخرة، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطرا.
29 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني الحميدي، عن سفيان، قال: ذكروا عن بعض الحكماء، أنه كان يقول: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك فيك عظة حكمته، وأبقى فيك عبرته وعظته، ويومك صديق مودع، كان عنك طويل الغيبة، أتاك ولم تأته، فهو عنك سريع المظعن، وغد لا تدري: تكون من أهله أم لا؟.
30 - حدثني محمد بن الحسين، حدثنا شعيب بن محزر، حدثنا سلام بن أبي مطيع، قال: قال محمد بن واسع لرجل: إن لنا من كر الليل والنهار ليوم سوء، أو غير ذلك, ثم بكى.
31 - حدثني محمد، حدثني مطير بن الربيع، قال: كان مفضل بن يونس إذا جاء الليل قال: ذهب من عمري يوم كامل، فإذا أصبح قال: ذهبت ليلة كاملة من عمري، فلما احتضر بكى وقال: قد كنت أعلم أن لي من كَرِّكما علي يوما شديدا كربه، شديدا غصصه، شديدا غمه، شديدا علزه، فلا إله إلا الذي قضى الموت على خلقه، وجعله عدلا بين عباده، ثم جعل يقرأه القرآن: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم} ثم تنفس، فمات.

الصفحة 181