كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

32 - حدثنا محمد، حدثنا مطير بن الربيع، قال: قال لي مفضل بن يونس: رأيت أخا بني الحارث محمد بن النضر اليوم كئيبا حزينا، فقلت: ما شأنك؟ وما أمرك؟ قال: مضت الليلة من عمري ولم اكتسب فيها لنفسي شيئا، ويمضي اليوم أيضا ولا أراني أكتسب فيه شيئا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
33 - حدثني القاسم بن بشر بن معروف، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مالك بن مغول، قال: كان رجل إذا رأى الليل مقبلاً بكى وقال: هذا يميتني.
34 - حدثني المفضل بن غسان، عن شيخ، من بني عامر بن صعصعة قال: قال لي رجل: قد اعتورك الليل والنهار، يدفعك الليل إلى النهار، ويدفعك النهار إلى الليل، حتى يأتيك الموت.
35 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني منصور بن بشير، عن شعيب بن صفوان، عن عيسى، أن عمر بن عبد العزيز، كتب إلى رجل: أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله، والانشمار بما استطعت من مالك، وما رزقك الله إلى دار قرارك، فكأنك والله قد ذقت الموت، وعانيت ما بعده بتصريف الليل والنهار، فإنهما سريعان في طي الأجل ونقص العمر، مستعدان لمن بقي بمثل الذي قد أصابا به من مضى، فنستغفر الله لسيئ أعمالنا، ونعوذ بالله من مقته إيانا ما يعظ به مما نقصر عنه.
36 - حدثني محمد بن الحسين، حدثنا جعفر بن عون، قال: كنت أسمع مسعرا يتمثل بهذا البيت:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار.

الصفحة 182