كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

37 - أخبرني محمد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبد الرحمن الطائي، يذكر عن بعض أشياخ الأنصار، عن أبي عدي العتكي، قال: قال كعب بن مالك في بعض أشعاره:
إن يسلم المرء من قتل ومن هرم ... وملي العيش أبلاه الجديدان.
38 - حدثني محمد بن الحسين، قال: سمعت أبا محمد علي بن الحسين قال: قيل لابن يزيد الرقاشي: كان أبوك يتمثل من الشعر شيئا؟، قال: كان يتمثل:
إنا لنفرح بالأيام نقعطها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ... فإنما الربح والخسران في العمل.
39 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني محمد بن إشكاب الصفار، قال: حدثني رجل، من أهله - يعني أهل داود الطائي، قال: قلت له يوما: يا أبا سليمان، قد عرفت الذي بيننا، فأوصني. قال: فدمعت عيناه ثم قال: يا أخي، إنما الليل والنهار مراحل، ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب، ما هو والأمر أعجل من ذلك فتزود لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك، إني أقول لك هذا وما أعلم أحدا أشد تضييعا مني لذلك ثم قام.
40 - حدثني هارون بن سفيان، قال: أخبرني عبد الله بن صالح العجلي، قال: أخبرني ابن أبي غنية، قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد، فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهده بك. والسلام.

الصفحة 183