كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

45 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني عون بن عمارة، عن أبي محرز الطفاوي، أنه كان يقول: أما والله لئن غفلتم، إن لله عباداً لا يغفلون عن طاعته في هذا الليل والنهار.
46 - حدثني محمد بن الحسين، حدثني المنهال بن بحر البصري، قال حدثني إياس بن حمزة رجل من أهل البحرين، قال: قالت امرأة من قريش يقال لها ماجدة، كانت تسكن البحرين طوي أملي أما طلوع الشمس وغروبها، فما من حركة تسمع، ولامن قدم توضع إلاظننت أن الموت في أثرها.
47 - أنشدني أبو جعفر القرشي:

لا يخدعنك مِن ترى عن نفسكا ... وصل التفكر في المعاد بحسكا
لا تعبثن بمر يومك ذا الذي ... أصبحت فيه كما عبثت بأمسكا
أفنى الأُلى تدرجو تقلب شمسهم ... يفنيك بعدهم تقلب شمسكا
48 - حدثني إبراهيم بن عبد الملك، عن شيخ من قريش قال: قال بعض الحكماء: من كان الليل والنهار مطيته سارا وإن لم يسر.
49 - أنشدني محمود بن الحسن قوله:
يا أيها الشيخ المعلل نفسه والشيب شامل
اعلم بأنك نائم فوق الفراش وأنت راجل
والليل تطوي لا يفتر والنهار بك المنازل
تتعاقبان بك الردى لا تغفلان وأنت غافل.
50 - حدثني محمد بن الحسين، حدثني محمد بن سنان الباهلي، قال: كان منصور الطفاوي عابدا متقللا، فحدثني عنه بعض جيرانه أنه شكا إليه شدة الزمان، فقال: اجعل غدا كيومك، واجعل يومك كما غبر من عمرك، وسل الله الخيرة في جميع أمرك، فهو المعطي، وهو المانع.

الصفحة 185