كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

62 - حدثني أبو عبد الله العجلي، حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، حدثنا إسرائيل، عن سلمة بن ناجية، عن الحسن، قال: الدنيا ثلاثة أيام: أما أمس فقد ذهب بما فيه، أما غد فلعلك لا تدركه، واليوم لك فاعمل فيه.
63 - حدثنا محمود بن خداش، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن، حدثنا رجل يقال له عبد الملك، عن الحسن، قال: ابن آدم لا تحمل هم سنة على يوم، كفى يومك بما فيه، فإن تكن السنة من عمرك يأتك الله فيها برزقك، وإلا تكن من عمرك فأراك تطلب ما ليس لك.
64 - حدثنا محمود بن خداش، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن، حدثنا حماد، شيخ من أهل الكوفة، عن الحسن، قال: سمعته يقول: إنما الدنيا ثلاثة أيام: مضى أمس بما فيه، وغدا لعلك لا تدركه، فانظر ما أنت عامل في يومك.
65 - زعم محمد بن الحسين، حدثني سعيد بن مسلم الحنفي، حدثني أبي مسلم بن سعيد، قال: كنا جلوسا في مجلس من مجالس بني حنيفة، فمر بنا أعرابي كهيئة المهموم، فسلم وانطلق، ثم أقبل علينا فقال: معشر العرب قد سئمت لتكرار الليالي والأيام ودورها علي، فهل من شيء يدفع عني سآمة ذلك أو يسلي عني بعض ما أجد من ذلك؟، ثم ولى غير بعيد، ثم أقبل علينا فقال: واها لقلوب نقية من الآثام واها لجوارح مسارعة إلى طاعة الرحمن أولئك الذين لم يملوا الدنيا لتوسلهم منها بالطاعة إلى ربهم، ولما يكرهوا الموت إذا نزل بهم لما يرجون من البركة في لقاء سيدهم. وكلا الحالتين لهم حال حسنة: إن قدموا على الآخرة قدموا على ما قدموا من القربة، فإن تطاولت بهم المدة قدموا الزاد ليوم الرجعة ... قال: فما سمعت أشد استكناناً في القلوب منها فما ذكرتها إلا هانت علي الدنيا وما فيها.

الصفحة 189